إضمحلال الإمبراطورية الرومانية وسقوطها

تكونت الإمبراطورية الرومانية في فترة الجمهورية ما بعد الحضارة الرومانية القديمة ، حيث كانت الحكومة تتميز برئاسة الأباطرة والمقتنيات الإقليمية الكبيرة في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط في أوروبا وأفريقيا وآسيا .The Roman Realm
شارك :
إضمحلال الإمبراطورية الرومانية وسقوطها


تكونت الإمبراطورية الرومانية في فترة الجمهورية ما بعد الحضارة الرومانية القديمة ، حيث كانت الحكومة تتميز برئاسة الأباطرة والمقتنيات الإقليمية الكبيرة في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط في أوروبا وأفريقيا وآسيا .The Roman Realm

وبدأت مدينة روما في الأزدهار فيما بين عام 100 ق.م و400 م حتي أصبحت أكبر مدينة في العالم ، في حين القسطنطينية " روما الجديدة" حافظت على المركز الأول حتي عام 500 م ، في حين نما سكان الإمبراطورية إلى ما يقدر بنحو 90000000 نسمة أي " نحو 20٪ من سكان العالم " ، وكان عمر الجمهورية 500 عام ، ولكن الذي سبقها وزعزع استقرار هو تعرضها بشدة لسلسلة من الحروب الأهلية والصراعات السياسية ، والتي تم خلالها تعيين يوليوس قيصر كديكتاتور دائم عليها ، ثم اغتيل في عام 44 قبل الميلاد ، واستمرت الحروب الأهلية وأحكام الإعدام ، ولكن بلغت الأميراطوريه ذروتها بعد انتصار أوكتافيان ، حيث اعتمد ابن قيصر ، على مارك أنتوني وكليوباترا في معركة أكتيوم البحريه في عام 31 قبل الميلاد وضمها إلي مصر ، وكانت سلطة أوكتافيان الآن لا يمكن تعويضه ، وفي سنة 27 ق.م منحه مجلس الشيوخ الروماني رسميا له الغلبة على السلطة والعنوان الجديد له هو أوغسطس ، الذي يمثل بشكل فعلي نهاية الجمهورية الرومانية . 



واستمرت الإمبراطورية إلى ما يقرب من 1400 سنة ، وفي أول قرنين من وجود الإمبراطورية أنتابها فترة من الاستقرار السياسي والازدهار الغير مسبوق والمعروفة بإسم باكس رومانا ، أو "السلام الروماني" ، وذلك بعد فوز أوكتافيان ، وحدث نمواً كبيراً في حجم الإمبراطورية ، وبعد اغتيال كاليجولا في عام 41 م ، نظر مجلس الشيوخ لفترة وجيزة علي استعادة الجمهورية ، ولكن الحرس الإمبراطوري أعلن كلاوديوس إمبراطور بدلا من ذلك ، وتحت قيادة كلوديوس ، غزت الإمبراطورية بريطانيا ، وكان أول توسع كبير له منذ أغسطس ، وبعد كلوديوس خلفه نيرو ، الذي انتحر في عام 68 م ، وعانت الإمبراطورية فترة وجيزة من الحروب الأهلية ، فضلا عن التمرد الكبير المتزامن مع يهودا والتي تم من خلالها إعلان أربعة جنرالات الفيلق مختلفة للإمبراطوريه ، حيث ظهر فيسباسيان منتصرا في عام 69 ، وإنشاء أسرة فلافيان ، قبل أن يخلفه ابنه تيتوس ، الذي افتتح الكولوسيوم بعد فترة وجيزة من اندلاع جبل فيزوف ، وأعقب فترة حكمه القصيرة التي كتبها عهد طويل من شقيقه دوميتيان ، الذي اغتيل في نهاية المطاف ، ثم عين مجلس الشيوخ أول الأباطرة الخمسة الجيدة ، حيث وصلت الإمبراطورية إلي أقصى حد بموجب تراجان ، والثاني في هذا الخط .

وبدأت فترة من زيادة المتاعب والتراجع في عهد كومودوس ، حيث أثار اغتيال كومودوس " في عام 192 الأباطرة الخمسة ، منها سيبتيموس سيفيروس منتصرا ، وأدى اغتيال الكسندر سيفيروس في عام 235 لأزمة القرن الثالث حيث تم الإعلان عن 26 رجلا للإمبراطوريه من قبل مجلس الشيوخ الروماني على مدى خمسين عاما ، ولم يكن حتى في عهد دقلديانوس أن الإمبراطورية تستقر بشكل كامل مع الأخذ في الأعتبار أن الولاية الربعية التي شهدت أربعة أباطرة حكموا الإمبراطورية في وقت واحد ، وكان هذا الترتيب غير ناجح في نهاية المطاف ، مما أدى إلى قيام الحرب الأهلية التي انتهت أخيرا من عهد قسطنطين الأول ، حيث هزم خصومه ، وأصبح الحاكم الوحيد للإمبراطورية ، وتحولت قسطنطين لاحقا إلى العاصمة بيزنطة ، التي تم تغيير اسمها القسطنطينية تكريما له بها .





وظلت عاصمة الشرق حتى زواله ، كما اعتنقت قسطنطين للمسيحية ، والتي أصبحت فيما بعد دين الدولة الرسمي للامبراطورية ، وأن الجزء الشرقي من الإمبراطورية " عرف فيما بعد باسم الإمبراطورية البيزنطية " التي ظلت واحدة من القوى الكبرى في العالم إلى جانب الإمبراطورية الفارسية المنافسه الأساسية لها ، والشركة الساسانية ، التي ورثت الصراع الروماني الفارسي منذ قرون من سابقتها البارثيين ، وبعد وفاة ثيودوسيوس الأول ، الإمبراطور الأخير لحكم الإمبراطورية الموحدة ، تقلصت سيادة الإمبراطورية تدريجيا نتيجة إساءة استخدام السلطة ، والحروب الأهلية ، والهجرات والغزوات البربرية ، والإصلاحات العسكرية والكساد الاقتصادي .

وتعرضت روما للنهب في عام 410 من قبل القوط الغربيين ، ومرة أخرى في عام 455 من قبل المخربين اللذين يسارعوا في تسوس الإمبراطورية الغربية ، في حين سيطر الإمبراطور رومولوس أوغستولوس في عام 476 قبل أودواكر ، ومن المسلم به عموما بمناسبة نهاية الإمبراطورية في الغرب ، توقف حقا الجزء الغربي من الإمبراطورية فقط من الناحية القانونية عن الوجود عند وفاة الامبراطور يوليوس نيبوس في عام 480 ، بينما الإمبراطورية الرومانية الشرقية استمرت ألف سنه أخرى ، وسقطت في نهاية المطاف فى أيدي الأتراك العثمانيين في عام 1453 .

وكانت الإمبراطورية الرومانية من بين القوى الاقتصادية والثقافية والسياسية والعسكرية الأقوى في العالم وقتها ، وكانت أكبر إمبراطورية في فترة العصور القديمة الكلاسيكية ، وواحدة من أكبر الإمبراطوريات في تاريخ العالم ، حيث غطت مساحتها تحت قيادة تراجان 5 ملايين كيلو متر مربع وسيطروا على نسبة 70 مليون نسمة في ذلك الوقت ، أي تمثل 21٪ من سكان العالم بأسره . وذلك لضمان طول العمر ومدى واسع من الإمبراطورية للتأثير الدائم علي اللغة اللاتينية واليونانية والثقافة والدين والاختراعات والعمارة والفلسفة والقانون وأشكال الحكم على أحفاد الإمبراطورية . وطوال الفترة الأوروبية في القرون الوسطى ، جرت محاولات لإقامة خلفاء للإمبراطورية الرومانية ، بما في ذلك الحالة الصليبية ، والإمبراطورية الرومانية المقدسة ، عن طريق التوسع الأوروبي من خلال الاسبانية ، والفرنسية ، والبرتغالية ، والهولندية ، والإيطالية ، والإمبراطوريات الروسية والألمانية والبريطانية والبلجيكية ، ونشر الثقافة اليونانية والرومانية على نطاق عالمي ، وذلك لعب دورا هاما في تطور العالم المعاصر .

معلومات عن الإمبراطورية الرومانية


تركزت الامبراطورية القديمة ، فى مدينة روما ، التي تأسست في عام 27 قبل الميلاد بعد زوال الجمهورية الرومانية ، مع الاستمرار في الكسوف النهائي لامبراطورية الغرب في القرن 5 م .

وهناك أنتابها فترة من الاضطرابات والحروب الأهلية في القرن الثامن قبل الميلاد ، وشهدت مرحلة تحول روما من الجمهورية إلى إمبراطورية ، وهذه الفترة شملت عهد يوليوس قيصر ، الذي تولى في نهاية المطاف السلطة الكاملة على روما كديكتاتور ، وبعد اغتياله في عام 44 قبل الميلاد ، استبعد الثلاثي من مارك أنتوني ، يبيدوس ، وأوكتافيان ، ابن شقيق قيصر ، ولم يمض وقت طويل حتي ذهب أوكتافيان الى الحرب ضد أنتوني في شمال أفريقيا ، وبعد انتصاره في معركة أكتيوم البحرية "31 قبل الميلاد" قال انه توج إمبراطور روما الأول ، ولقب بأوغسطس . وأستمرت مدة حكمه من 27 قبل الميلاد إلى 14 م ، وتميزت بالاستقرار والسلام .

حيث أنشئ أوغسطس شكلا من أشكال الحكم المعروفة باسم عهد الزعامة ، الذي يجمع بين بعض العناصر من الجمهورية مع القوى التقليدية للملكية ، ومجلس الشيوخ لا يزال يعمل ، على الرغم من أن أوغسطس ، كما princeps ، أو المواطن الأول ، وظل في السيطرة على الحكومة . وتحت قيادة أوغسطس ، بدأت روما في الازدهار مرة أخرى ، وجاء الإمبراطور الذي ينظر إليه على أنه إله ، بعد ذلك ، وكانت تعبد كل الأباطرة جيدة كآلهة بعد الموت .

ومن بين الحكام الأحباء لروما ، تراجان الذي "حكم 98-117 " ،و هادريان " 117-138 " ، وأنطونيوس بيوس " 138-161 " ، وماركوس أوريليوس "161-180 " ، وارتفع منحط ، الرجل القاسي أيضا إلى السلطة مثل : كاليجولا " 37-41 " ونيرون " 54-68 " وكانوا مكروهين حيث عهودهم ضربت من السجلات الرومانية الرسمية .

و إبان حكم طيباريوس " 14-37 " تعرض الكثير من المسيحيين للتعذيب أو القتل ، حتى في عهد قسطنطين الأول " 312-337 " ، وفي عام 313 م صدر مرسوم التسامح لجميع الأديان ، ومن حوالي عام 320 اختارت الدولة الرومانية المسيحية بدلا من اضطهادها ، ولكن الإمبراطورية كانت تحتضر ، وكان ثيودوسيوس الأول " 379-395 " ، الامبراطور الأخير للحكم على مدى الإمبراطورية الرومانية الموحدة ، بينما الإمبراطورية الغربية ، كانوا يعانون من الاجتياحات المتكررة وهروب الفلاحين إلى المدن ، وعندما توفي ثيودوسيوس ، في عام 395 ،  تم تقسيم روما إلى الإمبراطوريات الشرقية والغربية .

إرث من روما


خلال الجمهورية وأثناء معظم الامبراطورية ، كانت روما ذات القوة المهيمنة علي حوض البحر الأبيض المتوسط كله ، ومعظم دول أوروبا الغربية ، ومناطق واسعة من شمال أفريقيا . حيث يمتلك الرومان جيش قوي وكان موهوبا في الفنون التطبيقية للقانون ، والحكومة ، وتخطيط المدن ، وفن الحكم ، ولكنها اعترفت أيضا واعتمدت المساهمات القديمة الأخرى من الشعوب وأبرزها ، الكثير من ثقافات الإغريق ، وبالتالي الحفاظ عليها .

وأخيرا ، أصبحت اللاتينية ، لغة الرومان ، والمتوسطة لمجموعة كبيرة من الأعمال الأصلية في الحضارة الغربية ، وخطب شيشرون ، وتواريخ يفي وتاسيتوس ، والدراما لتيرينس ، وفوق كل ذلك شعر فرجيل وكلها جزء من تراث روما .



سقوط الإمبراطورية الرومانية


شملت الإمبراطورية الرومانية معظم أوروبا الغربية ، واحتلتها الامبراطورية بفضل الجيش الروماني وقد تم تأسيسها من البلدان التي تم غزوها ، وكانت البلدان الرئيسية هي : إنجلترا/ويلز " المعروفة آنذاك باسم بريطانيا " ، واسبانيا "هيسبانيا " ، وفرنسا " بلاد الغال أو غليا " ، واليونان " أكايا " والشرق الأوسط " يهودا " والمنطقة الساحلية شمال أفريقيا .

وفي السنوات المبكره من روما ، عاشت الدولة في الخوف من جارتها الأكثر قوة ، وقرطاج . والقرطاجيين كانوا أكبر تجار في البحر الأبيض المتوسط ، وأراد الرومان التوسع في هذه المنطقة التجارية ، وكان الصدام حتميا في عام 264 قبل الميلاد ، وكان الرومان والقرطاجيين في حربهم الأولى من سلسلة ثلاثة حروب ، والمعروفة باسم الحروب البونيقية ، وهزم الرومان في نهاية المطاف القرطاجيين ، ومع ذلك ، ظلت هذه الحروب أكثر من 100 عاما حتي انتهت في نهاية المطاف في عام 146 قبل الميلاد .

وفي الحرب البونيقية الثانية ، خسر الرومان عدة معارك هامة – الكائن الأكثر شهرة ضد هانيبال القرطاجي العام ، ومع ذلك ، كان الرومان أقوياء بما فيه الكفاية للاستيلاء على مدينة قرطاج في شمال أفريقيا ، وأحرقت قرطاج ودمرت كل مظاهر المدينة من قبل الرومان بوصفها علامة على ان قوة القرطاجيين قد اختفت إلى الأبد .

وبعد هزيمة قرطاج ، أصبح الرومان دولة متوسطية أقوى ، والانتصار على القرطاجيين أعطى فرصة للرومان لتوسيع سلطتهم في منطقة البحر الأبيض المتوسط ، وأصبحت أكثر غني وقوه وأكثر قدرة علي توسيع امبراطوريتهم .

ولم تكن الرومان راضية علي قهر الأرض ، بينما أدركوا أن الأرض البعيده قد تجعلها أيضا من الأراضي الغنية ، وبذلك تجعل روما من أكثر الأثرياء ، وبالتالي سعت لقهر أوروبا الغربية في أوج قوتها ، في حوالي عام 150 م ، وسيطرت روما عليها وأصبحت من أعظم الإمبراطوريات على الإطلاق في أوروبا وفي ذلك الوقت ، واستفادت العديد من الدول التي غزاها الحكم الروماني ، حيث فرضت الطرق الرومانية على حياة تلك المجتمعات المقهورة ، وأنشأت الحمامات الرومانية العامة والطرق وإمدادات المياه والسكن وما إلى ذلك كل ظهر في أوروبا الغربية – على الرغم من أن العديد منها سقط في يد الترك بعد تراجع الرومان إلى روما .

ومن المفارقات أن الحجم الهائل لهذه الإمبراطورية ، والتي تعجب له الكثيرين ، هو السبب الرئيسي لانهيار قوة الرومان ، حيث واجهت الرومان صعوبة كبيرة في الحفاظ على السلطة في كل أرجاء إمبراطوريتها ، وتوريد جيشهم كان مشكلة رئيسية حيث أن امتدت خطوطها من الاتصالات إلى أقصى حد ، وأصبحت قوة الإمبراطورية تقع على عاتق نجاح الجيش الروماني ، حيث أدي هذا النجاح إلى إضعافها ، وبدأت الإمبراطورية في الانهيار .

إضمحلال الإمبراطورية الرومانية


وصل الجيش الغازي إلي ضواحي روما ، في 410 م ، واخترق القوط الغربيون بقيادة ألاريك ، جدران روما وأقال عاصمة الإمبراطورية الرومانية . مارس القوط الغربيين عمليات النهب والحرق ، ونهبوا كل ما في طريقهم عبر المدينة ، وتركوا أعقاب الدمار أينما ذهبوا ، واستمر النهب لمدة ثلاثة أيام ، في المرة الاولى منذ نحو ألف عام ، وكانت مدينة روما في أيدي شخص آخر من الرومان ، وفي هذه المرة أقيل حاكم مدينة روما ، وسقطت روما .
شارك :

الإمبراطورية الرومانية

العهد الروماني

تاريخ

زد معلوماتك

عالم المعرفة

منوعات

لا تقرأ وترحل .. شارك قول رأيك

0 تعليقات: