عمر وإيمان شاب وشابة تخطّى عمر حبّهما الثلاث سنوات. واللافت في ذلك أنّهما يجمعان على أنّ العطر هو أساس العلاقة التي تجمع بينهما لأنّه يقوّيها ويجعلها أكثر متانة. يقول عمر لـ "إنسانية نملة":"إنّه باستطاعة العطر أن يكون وسيلة تجذبه لإيمان، كما يمكنه ان يكون وسيلة للتصالح عندما يكونان على خلاف:فيتذكّر إيمان في حال كانا منفصلين عندما يشتمّ عطرها على امرأة أخرى. وتؤكّد إيمان بدورها هذا الموضوع، إذ تعتبر أنّ عطر عمر يجذبها إليه أكثر وتعتبره بمثابة انجذاب جنسي، مشيرة إلى أنّ أفضل هدية قد تتلقاها هي قنينةعطر. ولأنّ العطر يثير عمر، يفضّل هذا الشاب العطر على رائحة إيمان الطبيعيّة، ليس لأنّه لا يحب رائحتها، بللأنّه يعشق اشتمام العطر عليها لأنّه يزيدها جمالاً وإثارة، مشدداً أنّ رائحتها الطبيعية لا تشكّل أيّ عائق في علاقتهما. ولكن هل يدرك عمر وإيمان كيف يحصل هذا الانجذاب بينهما؟ وهل تعرف أنت كيف تنجذب للآخر عبر حاسة الشمّ؟ أسبق لك وأن تساءلت عن سبب حبّك لعطر شريكك؟ الجواب تجده في الآتي!
العطور وقدرتها على الإثارة:
تضطلع
العطور بدور رئيسيّ في العلاقة الحميمة. سواء كانت لطيفة، مثيرة أم
عاديّة، تجرف العطور كلا الشريكين في دوّامة من الأحاسيس. والمسؤول عن ذلك
هو الدماغ، القسم المخصص منه للشمّ ويدعى "الدماغ الشمي" أو الـOlfactive
rhinencéphal. تنتمي هذه الفئة إلى الجهاز الحوفي المسؤول عن المشاعر
والأحاسيس والرغبات، كما ويعتبر الدماغ الشمي مركز الدوافع الرئيسيّة
كالغريزة الجنسيّة، الجوع، العطش... من هنا، تحفز العطور الرغبات الجنسيّة
والإثارة لدى الرجل والمرأة. ولكلّ بشرة رائحتها التي تثير الشهوة الجنسيّة
لدى الرجل والمرأة، وتمتزج هذه الروائح معرائحة العطور لتضفي على البشرة
إثارة أكبر، ما قد يجعلها دعوة لجذب الآخر. اختيار العطر يصبح لعبة مثيرة،
يؤديها العشاق لجذب الشريك أكثر فأكثر. لذا، تعتبر العطور وسيلة إثارة
وإغواء، ولكن ماذا عن الرائحة التي يبعثها الجسم؟
حكاية انجذاب بيولوجيّ:
يقال
إن بإمكان جسم الحيوان إفراز مواد كيميائيّة لجذب الجنس الآخر وإثارته،
لكن دراسات عدّة قد أثبتت أنّ جسم الإنسان أيضاً، يفرزكميّة معيّنة من
المواد الكيميائيّة التي تدعى pheromones، بإمكانها إثارة الآخر وجذبه
جنسيّاً، فتبيّن بالتّالي أنّ لحاسّة الشمّ دوراً أساسياً في العلاقات
الحميمة والانجذاب الجنسي بين الطرفين. ولكن، منذ عصور طويلة، قبل اكتشاف
الـpheromones، كانت الشعوب تعترف بسلطة رائحة الجسم على العشاق: ففي عهد
الملكة إليزابيت الأولى، كانت النساء يقدّمن للرجال "تفاحة الحب"، وهي
عبارة عن تفّاحة كنّ يضعنها تحت إبطهنّ لتفعم برائحتهنّ ولجذب الرجال
إليهنّ. وللتأكيد على ذلك، نشرت دراسات عدّة تظهر أهميّة رائحة الجسد في
الانجذاب الجنسي، أهمّها دراسة أجريت من جامعة برن Berneالسويسرية أظهرت
تعلّق النّساء برائحة قميص الرجال الطبيعية وتفضيلها على العطور. إنّ هذه
الأفضليّة او هذا الاختيار يرتكز على الفرق الذي يتواجد لدى الفرد بين
بروتينات مرتبطة بجهاز المناعة. وقد تبيّن أن مجموعة النساء التي أجريت
الدراسة عليهنّ، يفضّلن رائحة الرجال الذين يتمتعون ببروتينات تختلف عن
البروتينات المتواجدة في جسم هذه النساء. في هذه الدراسة، توافرت الـ
pheromones في عرق الرجال وكانت قد افرزتها الغدد الخارجيّة تحت الإبط.
وفي حديث مع "إنسانية نملة"، يوضح اختصاصي الصحة النفسية والجنسية بيارو كرم أنّ للرائحة دوراً رئيسياً في الانجذاب وأنّها توازي وتفوق بأهميّتها حاسّتي النظر واللمس في ما يتعلّق بالانجذاب: "فإذا شميّنا غلط" نبتعد، و"إذا شميّنا صح، يساعدنا هذا على الانجذاب". أما بالنسبة إلى العطور فهي تقلّد الطبيعة، وهي التسلسل المنطقي لكل الروائح الطبيعية.
لا تقرأ وترحل .. شارك قول رأيك
0 تعليقات: