"زوجتي وأنا لم نمارس الجنس منذ ستة أشهر على إثر عملية إجهاض تعرّضت لها في غضون ثمانية أشهر. عانت بعد إجهاضها للمرة الثانية اكتئاباً ولكنها الآن أحسن حالاً بسبب الأدوية المضادة للاكتئاب.
أفتقدها كثيراً وأفكّر يومياً بجسدها. أحاول كبت مشاعري ولكن الوضع صعب للغاية. لذلك أعمد أحياناً إلى تذكيرها بأنّني موجود وبأنّني أحتاج إليها. ولكنّ المشكلة تكمن في أنّها لا تشعر بأي رغبة وترفض حتى أن أداعبها.
لا أعرف ما الذي يجدر بي القيام به لأنّني متيّم بحبّها...
تربطنا علاقة منذ ثمانية سنوات وتزوّجنا منذ ثلاث سنوات. ما الذي ينبغي عليّ القيام به؟ كيف أتصرّف معها؟ أنا رجل يحبّ الجنس ولكنّها، حتى قبل فقدان جنينها مرّتين، لم تكن مثلي. تخبرني دائماً أنها تحبّني كثيراً ولا يمكنها العيش من دوني.
ماذا أفعل؟
-----------------------------------------------
ثمّة أسباب عديدة من شأنها أن تؤدّي إلى نقص في الرغبة وحتّى رفض المداعبة لدى زوجتك. إذ إن الحميميّة أو الحياة الجنسيّة لدى البشر وإن كانت بمثابة تعبير عن الحب ومصدر للمتعة، إلّا أن الوظيفة البيولوجيّة الطبيعيّة للجنس هي إنجاب الأطفال. وباستثناء حالات العقم، فإنّ كلّ علاقة جنسيّة قادرة على تكوين جنين حتى لو كان الشريكان يستخدمان وسيلة لمنع الحمل.
- ما من وسيلة من هذه الوسائل فاعلة بالكامل، إذ إن أفضل نسبة فاعليّة مسجّلة تصل إلى نحو 99.5 في المئة.
على صعيد آخر، فإن أيّ إجهاض يتبعه حداد. فالطفل المرغوب بشدة والمُتخيّل، والذي تكوّن داخل رحم المرأة وأضحى حقيقةً بالنسبة إليها ولشريكها لم يعد موجوداً.
لذلك قد تكون زوجتك خائفةً من أن تحمل مجدداً على إثر إقامة علاقة جنسيّة معك ومن أن تجهض الجنين مرّة أخرى ما قد يتسبّب بخيبة أملٍ أخرى وحدادٍ آخر.
كما أنّ الاكتئاب الذي يؤدّي إلى تراجع أو عدم الرغبة في الحياة والاستمتاع بالملذّات البسيطة التي تقدّمها، يتسبّب بالطريقة نفسها بتراجع الرغبة الجنسيّة. وللتواصل مع الآخر عبر علاقة جنسيّة يطغى عليها الحب، ينبغي أن تكون المرأة قادرةً على التواجد بالنسبة للآخر وتقبّل وجوده داخلها وولوجه إلى جسدها وفي الوقت نفسه الرغبة في الإحساس بالمتعة.
وإضافة إلى ذلك، وبالنسبة إلى كثيرات من النساء، فإن الفشل في وضع جنين يدفعهن إلى التصوّر بأنهن نساء فاشلات لا تتمتّعن بما يكفي من الأنوثة. وبما أنّ الشعور بالأنوثة لدى المرأة مرتبط بشكل مباشر بالإحساس بأنّها مرغوبة جنسياً وأن هذا الإحساس هو الذي يغذي الرغبة الجنسيّة، فإنّ إحساسها بأن أنوثتها منقوصة يسبّب لها مشكلة على صعيد الرغبة الجنسيّة. بمعنى آخر، إنّ المرأة التي لا تشعر بأنها مرغوبة جنسيّاً لا تكون لديها رغبة في ممارسة الجنس.
ومن المحتمل أن تكون زوجتك تشعر بالذنب لخسارتها جنينها وبأنّها تعتبر نفسها مخطئة أو سيّئة أو مذنبة أو عاطلة، وبالتالي لا قيمة لها لأنّها فقدت جنيناً عدة مرات. وفي الواقع بعض المعتقدات الدينيّة تذهب إلى حدّ تأكيد أنّ الإجهاض هو عقوبة تنزل بالمرأة السيّئة التي تستمتع جنسيّاً والتي تشعر برغبة جنسيّة لأنّ النساء الطاهرات العفيفات، النساء الحقيقيّات هنّ نساء تحفّزهنّ الأمومة ولا رغبة جنسيّة لديهن.
لذلك وإن استمر الوضع على ما هو عليه، من الأفضل أن تقوم زوجتك أو تقومان معاً بزيارة اختصاصيّ في الصحّة الجنسيّة لمعرفة الأسباب الحقيقيّة التي تقف وراء نقص الرغبة لديها ومعالجتها.
اختصاصيّ في الصحّة النفسيّة والصحّة الجنسيّة
لا تقرأ وترحل .. شارك قول رأيك
0 تعليقات: