تعتبر الصواريخ من الاختراعات التي غيرت كثيرًا في حياة البشر، وأول ما يتبادر إلى أذهاننا عند السماع بها هو الحروب والدمار الذي تُسببه، وبغض النظر عن ذلك فقد استفاد منها الإنسان في إرسال الأقمار الصناعية إلى الفضاء الخارجي، وحمل المركبات والمكوكات الفضائية ورواد الفضاء أيضًا، وعلى العموم فإنّ مبدأ عمل الصاروخ هو ذاته مهما تعددت الأغراض!.
ما هو الصاروخ
هو سلاح مُصمّم لحمل رأس حربي متفجر وإيصاله إلى الهدف بدقة كبيرة وسرعة عالية، حيث تتنوع الصواريخ بين التقليدية التي لا يتجاوز مداها سوى بضع مئاتٍ من الأقدام والصواريخ الاستراتيجية التي يصل مداها إلى آلاف الأميال.ولأن معظم الصواريخ تتضمن آلية تحكم وتوجيه أُطلق عليها الصواريخ الموجّهة أما الغير موجّهة منها كتلك المستخدمة لإرسال الأقمار الصناعية إلى الفضاء فيُطلق عليها Rocket بينما تُسمى المائية بالطوربيدات.
القوانين التي يعتمد عليها الصاروخ
يمكن القول ببساطة أن مبدأ عمل الصاروخ الأساسي يقوم بالأساس على حجرة تتضمن غازًا مضغوطًا ناتجًا عن احتراق الوقود والذي يُسمح له بالخروج عبر فوّهةٍ صغيرة في أسفل الصاروخ ليندفع بالاتّجاه المُعاكس، وقد اعتمد العلماء والمخترعون في صناعة الصواريخ على مبادئ تسمى قوانين نيوتن للحركة وهي:- تبقى الأجسام الساكنة كما هي، وتبقى الأجسام المتحركة في حركة مستقيمة ما لم تتعرض لقوة أخرى تغير اتجاهها.
- القوة تساوي ناتج جداء الكتلة بالتسارع.
- لكل فعلٍ ردُّ فعل يُعاكسه ويُساويه.
أجزاء الصاروخ الأساسية
يتكون الصاروخ من أربعة أجزاء منفصلة وهي :- الهيكل: هو الجسم الذي يضم كافة أجزاء الصاروخ ومكوناته.
- نظام الدفع: هو المسؤول عن إعطاء الصاروخ القوة اللازمة للانطلاق والتحليق عاليًا.
- نظام التوجيه: الموجود ضمن الصاروخ، حيث يعتمد على أجهزة إلكترونية لتوجيه الصاروخ نحو الهدف.
- الحمولة: يحمل الصاروخ عادةً رؤوسًا متفجرة للاستخدامات العسكرية، والأقمار الصناعية، والمركبات الفضائية لإرسالها للفضاء.
نظام الدفع في الصواريخ
تندفع الصواريخ عن طريق محركات تعمل إما بالوقود السائل أو الوقود الصلب المُفضل للأغراض العسكرية بسبب احتمالية انفجاره البعيدة، وإمكانية إعداده ليؤمن انطلاقًا سريعًا للصاروخ.تدفع المحركات الصواريخ الموجهة التكتيكية بسرعة تصل إلى ضعف سرعة الصوت لتُصيب أهدافها، بينما تدفع صواريخ كروز الاستراتيجية بسرعاتٍ أقل من سرعة الصوت، أما الصواريخ الباليستية فتحصل على قوة الدفع من خلال صواريخ مُعزّزة في المرحلة الأولى من الرحلة ثم تبدأ بالاندفاع ضمن مسارٍ مُنحنٍ نحو الهدف، وكنتيجةٍ لتعرّض الرأس الحربي المتفجّر لقوى الجاذبية الأرضية قد تفوق سرعته لسرعة الصوت بخمس مرات.
نظام التحكم في الصواريخ
تعتمد أغلب أنواع الصواريخ على الزعانف للمحافظة على الثبات والاستقرار أثناء الطيران، كما تتضمّن الصواريخ الموجهة أنظمة تحكم لتعديل مسار الطيران يُعتبر النظام الديناميكي الهوائي أحد أبسط أشكالها، حيث يعتمد على شفراتٍ متحركة لتغيير تدفق الهواء عبر الزعانف.أما أنظمة التحكم الأكثر تعقيدًا والمستخدمة في الصواريخ الباليستية، التي غالبًا ما تندفع خارج الغلاف الجوي للأرض، فتعتمد على نظام الدفع للتوجيه وتعديل المسار فيُعاد توجيه الغازات الناتجة عن محرّك الصاروخ بوضع شفرات متحركة ضمن فتحة العادم أو من خلال تدوير المحرّك بالكامل.
نظام التوجيه في الصواريخ
أهم جزء في الصاروخ ومقياس لتطوره، حيث تعتمد الصواريخ التكتيكية على أجهزة استشعار إلكترونية لتحديد الهدف من خلال الطاقة المنبعثة أو المنعكسة منه، فمثلًا تستخدم الصواريخ الحرارية أجهزة استشعار تعمل بالأشعة تحت الحمراء تتبع الحرارة الناتجة عن عوادم المحركات النفاثة.عند تلقي المعلومات من أجهزة الاستشعار يُعطي نظام التوجيه تعليمات إلى آلية التحكم لتعديل المسار من خلال أحد أشكال الطيار الآلي الموجود ضمن الصاروخ أو من خلال الأوامر القادمة من محطة الإطلاق.
تعتمد الصواريخ الباليستية على نظام التوجيه بالقصور الذاتي، والذي يُقارن موقع الصاروخ وسرعته الفعلية مع الموقع المفترض ليتمكن من إصابة هدفه، فيُرسل نظام التوجيه أوامرًا إلى نظام التحكم لتعديل المسار.
لا تقرأ وترحل .. شارك قول رأيك
0 تعليقات: