عندما نتكلم عن تأثير حجم العضو الذكري على جودة العلاقات الجنسيّة، من المهم أن نتحدّث عن التوافق بين حجمي العضو الذكري والمهبل. وبما أن الثلث الأول من المهبل هو الأكثر حساسيّة، يصبح طول العضو الذكري قليل الأهمية. هذا، وكشفت العديد من الدراسات أن غالبية النساء لا تربطن طول العضو بالرضى الجنسي. إلاّ أن ذلك لا يمنع من أن الحجم الصغير جداً يمكن أن يؤدي إلى نقص في الثقة عند الرجل.
في معظم الأحيان، الرغبة في تكبير حجم العضو الذكري تعود إلى نتيجة تصورات خاطئة. وغالباً، لا تكمن المشكلة في حجم العضو، وإنما في التصوّر الذي نملكه عنه هو المشكلة. في حالات مماثلة، قد لا تكون الجراحة التي قد يلجأ إليها البعض في هذا الإطار، حلاً راديكاليّاً ومؤلماً ومكلفاً فحسب، بل أيضاً لا تقدم الإجابة الشافية لواقع نفسي. وهنا، يعود الأمر إلى صورة وإحترام الذات، ويبقى من الضروري استشارة اختصاصيين في الأمراض النفسيّة والجنسيّة.
في الواقع، برهنت أنواع عدة من العلاجات النفسيّة أنها فعّالة للغاية في حالات الرهاب والإكتئاب والتخوّف والقلق، ويمكن لها أن تسمح في غضون جلسات عدة بإستعادة صورة متناغمة عن الذات، والمصالحة النفسيّة والإتزان النفسي أيضاً.
أذكر على سبيل المثال رجلاً يبلغ من العمر 52 عاماً، ويعمل خياطاً نسائيّاً. أتى لإستشارتي قبل الخضوع لعملية جراحيّة ترمي إلى إطالة عضوه، وكان مستعداً لإنفاق أكثر من 9 آلاف دولار ليشعر بثقة أكبر حيال النساء. كان يرغب في الزواج، ولكنه كان يشعر بالخوف من التواصل مع اللواتي يُثرن إعجابه، وكان مقتنعاً بأن زوجته المستقبليّة لن تكون راضية عن حجم قضيبه وأنها ستتركه بعد فترة قصيرة. لقد عانى طوال حياته، وبعد أقل من شهرين من العلاج النفسي، تمكن من التغلّب على مخاوفه وتخلّى عن فكرة الخضوع للجراحة، وقرر البحث عن شريكة حياته والزواج منها.
تكمن المشكلة في أن الرجال يفضلون في معظم الأحيان إستشارة مواقع الإنترنت أو بائعي الأوهام، عوض الرجوع إلى مكان الوجود الفعلي لمشكلتهم: عقلهم.
ولكي أقرّب الصورة، سأساعدكم في مقاربة المسألة من زاوية مختلفة، وبما أننا نتحدث عن عالم الذكور، فلنطلق العنان لمخيلتنا قليلاً:
تخيّل أنك تريد القيام بنزهة على الطريق المؤدية إلى الأرز. طريق ضيقة وطويلة وملتوية تكثر فيها المنعطفات القاسية والعقبات. يزداد فيها خطر الإنزلاق أحياناً، ولا يمكن التكهن بما قد يعترضنا لدى عبورها. السرعة لا تنفع هنا، وخصوصاً أنك غير محصور بضوابط زمنية. هي مجرد نزهة وترغب في الإستمتاع بالقيادة.
فكّر بنوع المركبة المثاليّة التي ترغب فيها، والتي تقدم لك قيادة سلسة وممتعة لإجتياز هذه الطريق الجبليّة في أفضل حال. ما هو النموذج الذي تعتقد أنه مناسب أكثر لهذه النزهة من ناحية الحجم والصلابة وقوّة المحرك، وبطبيعة الحال من ناحية متعة القيادة التي يوفرها؟
نموذج "أ": شاحنة جميلة وكبيرة كتلك التي نشاهدها في الأفلام الأجنبيّة والتي ستجد صعوبة في التقدم بسرعة تفوق الـ 30 كيلومتراً في الساعة صعوداً. صحيح أنها ضخمة وكبيرة ومريحة، إلاّ أنها تحدث ضجيجاً وتستهلك الكثير من الوقود. ليس من السهل قيادتها ولا يمكنها أن تعبر في أي طريق.
نموذج "ب": سيارة طويلة وفخمة ذات محرك قوي بسرعة تصل إلى 250 كيلومتراً في الساعة. طويلة لدرجة يصعب معها عبور المنعطفات بوتيرة جيدة. غالباً ما ستضطر إلى العودة على أعقابك مرات عدة. هي سيارة مريحة، لكنها غير قادرة على الذهاب إلى أي مكان أو غير صالحة لجميع الوجهات.
نموذج "ج": سيارة رياضيّة صغيرة الحجم تتمتع بقوّة محرك كافية لعبور جميع أنواع الطرق بسهولة وإثارة، تستهلك كميات قليلة من الوقود، تشجّعك على القيام بنزهات مطوّلة بسبب سهولة قيادتها في أي وقت وفي جميع الأحوال أو الظروف.
ولكي أسهّل عليكم الأمور، من المفيد التذكير بأن النماذج الثلاثة صالحة للنزهات ويمكنها جميعاً أن توصلنا إلى الوجهة التي نقصد.
إختر النموذج الذي تعتقد أنه مناسب لك. وإذا وجدت صعوبة في الإختيار، من الأفضل إستشارة ميكانيكي ليساعدك في فهم مستويات الأداء المختلفة المطلوبة لطريق ملتوية لا تنفع فيها السرعة بقدر المعرفة الجيدة بالتعامل مع المنعطفات والأخطار الأخرى التي تميّز الطرق الجبليّة.
أتمنى لكم نزهة ممتعة!
لا تقرأ وترحل .. شارك قول رأيك
0 تعليقات: