هل باستطاعتك ان تنسيه يوماً؟

شارك :
يستغرق الحداد على العلاقة العاطفية بعد الانفصال وقتاً طويلاً. وبصفة عامة، بُعَيد الصدمة العاطفية وحزن الانفصال، نستعيد رويداً رويداً طعم الحياة والحبّ. انعدام القدرة على تجاوز فقدان هذا الحبّ يعود إلى الرنين مع ماضٍ مؤلم. ما معناه أن الانفصال، سواء كان ذلك على الصعيد العاطفي أو المهني، يعيد تنشيط انفعالات الانفصالات السابقة التي عانينا منها، والأحزان التي لم نتجاوزها، والنقص الذي لم نتمكّن من سدّه. فنحن نعيش هذا الفشل في الحبّ كجرح نرجسي. فقدان الحبيب يؤدي إلى فقدان احترام وتقدير الذات، والشعور بأننا لا نستحق أن نحبّ، وغير مؤهلين للسعادة.
من المفيد الغوص في ذكريات الطفولة، لنبش الآلام، والانفصالات، والأحزان التي عادت إلى الواجهة على أثر الحالة الراهنة. ما نعيشه في الوقت الحاضر، يمكن فهمه في ضوء ما عايشناه في الماضي. كل مشهد جديد هو إعادة، في اللاوعي، لمشهد قديم طيّ النسيان ولكن جرحه لم يلتئم. البحث في التاريخ الشخصي، والانتقال مرة أخرى إلى مصدر وجذور جروح الماضي يساعد في التغلّب على هذا الانفصال الصعب.
- هل هذه الخسارة تعني استحالة إيجاد حُبّ سنّ الشباب هذا؟ طبعاً لا، سوف يكون هذا الحبّ الماضي في الواقع أساساً للعلاقات المستقبلية، ولكننا لا نريد الشيء نفسه وتكرار ما حدث نظراً لأنه انتهى.
الحُبّ في سنّ الشباب يتمتّع برمزية مرتبطة بمرور الزمن. الحنين يحسّن ذكرياتنا ومشاعرنا وحتى الوقائع ، وغالباً عندما نعود ونلتقي يحبيبنا السابق، تختلف الذكريات. لكن من الصعب في مثل هذه الحالة أن نقول إن حبّاً آخراً سوف يكون جيداً إن لم يكن أفضل من الأول.
الاختيارات العاطفية في مرحلة المراهقة: "الحداد على الحُبّ في تلك المرحلة صعب لأنه علينا إعادة ترميم المخطط الداخلي للعلاقة. اختيارنا للآخر هو دائماً نفسه، منذ سن المراهقة، منذ هذا الحُبّ في الشباب. "
وبعبارة أخرى، الحداد مستحيل ما لم ندرك أن هذا النموذج الأول كان مضّراً وأنه علينا تجاهله لكي نتمكّن من عيش علاقة أكثر صحيّة وهدوءاً. وعلى سبيل المثال، لا يجدينا نفعاً مطاردة شخص مشابه لعشيق عرفناه في شبابنا. ولكن من ناحية أخرى، وفي معظم الأحيان، نواصل في اللاوعي البحث عن شريك يسمح لنا أن نسترجع مشاعر الحبّ الأولى.
شارك :

العلاقة العاطفية

سؤال وجواب

هل

لا تقرأ وترحل .. شارك قول رأيك

0 تعليقات: