الرغبة بين الثنائي تتراجع بعد الإجهاض... تفسير الطبّ والحلّ

شارك :

"- خضعتُ لعملية إجهاض قبل شهرين... ومنذ ذلك الحين تراجعت رغبتي في إقامة علاقات جنسيّة بشكل كبير. تنتابي الرغبة أحياناً ولكنني عندما أكون على وشك القيام بذلك، تتراجع رغبتي... كان في وسعي في الماضي بلوغ الرعشة مرتين أو ثلاث مرات خلال الفعل الجنسيّ، ولكنني بالكاد أبلغها مرة واحدة الآن... 
- أودّ الاستفسار إن كان في وسعي العودة إلى سابق عهدي يوماً ما ؟
- لست خائفة من الحمل مجدّداً لأنني أتناول مانع الحمل والإجهاض كان خياراً شخصياً اتخذته ولست نادمة عليه.
-----------------------------------------------
يعتبر الإجهاض بشكل عام تجربةً صعبةً في حياة المرأة حتى لو كانت صاحبة القرار في ذلك. فالإجهاض هو خيار تلجأ إليه المرأة لدى حصول حمل غير مرغوب فيه. وفي ما عدا بعض الاستثناءات النادرة، لا تتعمّد المرأة أن تصبح حاملاً وإن اختارت الإجهاض أو توقيف إرادي للحمل، فيعود ذلك إلى أنها تعتقد أنها غير مستعدة وغير جاهزة لتحمل مسؤوليّة مستقبل طفل وتربيته وليس لمجرد "الاستمتاع" بخوض تجربة الإجهاض.

إلا أنّ الرغبة في إنجاب طفل تبقى موجودة لدى كثير من النساء وحتى لو كان الإجهاض خياراً اضطررن للجوء إليه عند حصول حمل غير مخطّط له، فهنّ يعشن حزناً على الطفل الذي كان سيبصر النور لو كانت ظروفهنّ مختلفة. وفي بعض الأحيان، يجري الحداد في اللاوعي حيث تشعر المرأة بأنها غير مستعدة أو غير قادرة على تحمل هذا الألم. قد تعتقد بأنها غير نادمة بتاتاً في حين يكمن في صميمها إحساساً بالحزن وحداداً لم تتقبله.
وبالنسبة إلى نساء أخريات، فإن الاضطرار إلى اختيار الإجهاض يضعهنّ في مواجهةٍ مع هويّتهن كإناث. فتشعر المرأة في تلك الحالة بالقلق إزاء قدرتها على أن تصبح أماً صالحةً حين يأتي الوقت المناسب، وتعتقد بأنها ليست صالحة نظراً إلى أنها تمكّنت من وضع حدٍ لحمل وأمومة من دون أن تشعر بالندم كما يخيّل إليها.

قد يرتبط نقص الرغبة والمتعة بالحداد الذي ينبغي أن تعيشه و/أو بتساؤلات حول الشعور بهويّتها كأنثى، كما قد يرتبط بعوامل أخرى. على سبيل المثال، وعلى الرغم من أن المرأة تعتبر نفسها محميّةً ومحصّنةً لأنها تتناول حبوب منع الحمل، إلا أنّها في اللاوعي تشعر بالقلق من احتمال حملها مجدداً. إذ تظنّ في اللاوعي أنّها وبما أنّها حملت مرة رغم عدم رغبتها في ذلك، قد يتكرّر الأمر مجدداً. هذا القلق يقيّد رغبتها ومتعتها الجنسيّة خلال العمل الجنسيّ بأنّه سيكون من الصعب عليها الانغماس في اللحظة التي تعيشها.
كما أنّها قد تشعر في اللاوعي بالذنب لعدم قدرتها على تفادي الحمل الذي لم تكن ترغب فيه والإجهاض الذي تبعه حتى لو أنّها في الوعي تعتقد أنّها ليست المذنبة، وأنّ الإجهاض كان الخيار الأمثل في الظروف التي تعيشها.

بشكل عام تعود الرغبة والمتعة الجنسيّة تدريجيّاً. ينبغي أن تخصّص المرأة الوقت الكافي للحداد وتفكيك مشاعر الذنب التي قد تكون موجودة في اللاوعي وطمأنة نفسها حول هويّتها كأنثى؛
- فخيار الإجهاض غير مرتبط بتاتاً بقدرتها على الأمومة وحتى على قابليتها على جذب الآخر وإثارة رغبته فيها...
- كما والتأكّد من فاعلية وسيلة منع الحمل التي تستخدمها... ويحدث ذلك مع مرور الوقت وعدم وقوعها في الحمل مجدداً.
وفي حال لم تعد الرغبة مع مرور الزمن، ينبغي أن تفكر في استشارة اختصاصيّ في الصحة الجنسيّة لأن نقص الرغبة يعود في هذه الحالة إلى أسباب أكثر عمقاً ينبغي تحديدها والعمل على حلّها.
شارك :

الإجهاض

الثقافة الجنسية

الجنس

الرغبة الجنسية

الصحة الجنسية

لا تقرأ وترحل .. شارك قول رأيك

0 تعليقات: