تركتُه الآن؟ عدتُ إليه الآن؟ ضعي نهاية لهذا المسلسل!

شارك :

إنه المسلسل الذي يعرفه الجميع جيداً، وتتعاقب حلقاته كأنها تكرر بعضها بعضاً. خلاف يفجر العلاقة، ويحدث انفصال أو ما يشبهه. ثم يأتي صلح وعودة المياه إلى مجاريها بانتظار... خلاف جديد وهكذا دواليك. في ستينيات القرن العشرين، غنّت نجاة الصغيرة "ما أحلى الرجوع إليه" [من كلمات الشاعر نزار قباني]، لكن هل ذلك هو كل ما في الأمر؟
ليس ذلك ما يعتقده بحث نشر أخيراً في الموقع الشبكي لمجلة "العلاقات العائليّة" الناطقة بلسان "المجلس الوطني (الأميركي) للعلاقات العائلية"، وأشار الى وجود مخاطر نفسيّة تنجم عن ظاهرة تكرار انقطاع العلاقة مع شريك/شريكة والعودة إلى العلاقة مجدداً. وأطلق على ذلك المسلسل إسم "إعادة تدوير العلاقة"، مشيراً إلى أنه يزيد في مخاطر معاناة مرضَي القلق والكآبة، مع العلم بأن ما يزيد على 60% من الأميركيّين يعيشون مسلسل "إعادة التدوير" العاطفي!
ما هو الثمن النفسي؟

وقاد البحث البروفسور الاميركي كايل مونك، من جامعة ميسوري الأميركية. وشدّد على ان نتائج البحث لا تعني أن تجربة الهجر-ثم- العودة بحد ذاتها مضرة، لكن الإفراط في الانخراط في ذلك المسلسل إلى حد أن يبدو لا نهاية له، هو أمر له ثمن نفسي. إذ ترتبط الدورات المتواصلة من الهجر-ثم- العودة، بأحاسيس مضطربة تشمل التوتر والإحساس بفقدان القدرة على التحكّم بالأمور، وقلة الاهتمام في النشاطات اليومية المُبهِجَة وغيرها.




ولاحظ أن العودة الى الاستمرار في العلاقة نفسها، تأتي من سببين رئيسيّين هما: وجود مشاعر فعليّة، والتورط في التزامات متنوعة. ولفت الى أن السبب الثاني لا يجب أن يشكّل حافزاً للاستمرار في العلاقة، بل يجب النظر إليه كنقطة انطلاق لإعادة التفكير في العلاقة بطريقة أكثر عمقاً.
في سياق متصل، لاحظت البروفسورة بيفرلي بالمر من "جامعة كاليفورنيا" أن مسلسل الهجر-ثم- العودة يرتبط غالباً بأشياء كالإساءة اللفظية، والأذى الجسدي وضعف القدرة على التواصل وغيرها. وأشارت الى أن البحث الجديد يشكو من نقطة ضعف هي عدم التمييز في المشاعر بين من يَترك ومن يُترك. وفي المقابل، امتدحت بالمر البحث في ملاحظته أن قرار كسر العلاقة غالباً ما يأتي من جانب واحد، ونادراً ما يؤخذ بشكل مشترك.
شارك :

الصحة النفسية

العلاقات العائليّة

لا تقرأ وترحل .. شارك قول رأيك

0 تعليقات: