الجسم ومعدل النمو خلال 12-15 شهراً
على عكس ما كان يحدث سابقًا، فإن انتقال
الطفل إلى السنة الثانية لا ينطوي على شيء مثير وهذا يعني أن الطول والوزن
لن يطرأ عليهما تغيير كبير. فعلى سبيل المثال يصل متوسط طول الطفل في نهاية
السنة الأولى إلى 75 سم ولكن عندما يصل لسن الثانية فإن طوله لا يتجاوز
الـ 85 سم. العوامل الوراثية هي التحدد إلى حد كبير طول الجسم. وعلاوة على
ذلك فإن وتيرة النمو ليست واحدة في كل الأعمار. وإذا عرف الآباء والأمهات
أن هذا الإختلاف في النمو شيء طبيعي لتجنبوا القلق والإنزعاج. وهذا أمر مهم
بالنسبة للأطفال لأن صورة الجسم التي يكونونها عن أنفسهم أمر بالغ الأهمية
بالنسبة لنموهم. والواقع فإن فكرة استعراض الجسم ومظهره تبدأ منذ السنوات
الأولى من حياتهم. ولهذا فإن عبارات مثل: "انظر كم هو طويل محمد وأنت قصير"
أو اي أقوال أخرى والتي تستند على المقارنة لا شك أنها غير صحيحة على
الإطلاق، ثم إنها تخلق القلق لدى الأطفال، وصورة سيئة عن أنفسهم، وبالتالي
ضعف الثقة بالنفس.
الحركة والتحكم في الحركات الدقيقة خلال 12-15 شهراً
سيقوم الرضيع في هذا السن بالمحاولات الأولى
للوقوف مستقيماً. في البداية يكثر من وضع كفيه على الأرض، والضغط عليها
ودفع الجسم وتحفيزه على الوقوف بشكل مستقيم ولكن ما يتمناه لا يحدث دائمًا
فمرات سقوطه ستكون كثيرة في البداية. ولا يدرك الطفل في هذه المرحلة
المخاطر التي تترتب على الخطو في المنزل، فمجرد وجود شيء مطوي أمامه، أو
سلم، أو بروز في بلاط الأرضية يمكن أن تعرقل حركته بل وقد تسبب إصابات
أيضًا. غير أن حركات يديه في هذه المرحلة تصبح أكثر تنسيقًا. وبعد وقت قصير
من عيد ميلاده الأول سوف يكون قادرًا على تنفيذ مجموعة واسعة من الأعمال
الدقيقة مثل بناء الأبراج من أي اشكال مكعبة، والتقاط الكرة أو أي ألعاب
أخرى متحركة، وتدوير الأزرار، وتلطيخ الملابس أو الأرضية، وأن يضع أشياء
داخل أشياء أخرى، ولهذا فإن إجراءات السلامة في المكان الذي يتواجد فيه
الرضيع أمر بالغ الأهمية.
التفكير والخيال خلال 12-15 شهراً
عندما يدخل الطفل عامه الثاني يبدأ ترتيب
وتنظيم كل ما يحدث من حوله. والواقع فإنه لا يدرك ويفهم فقط ما يجري حوله
بل قادر ايضا أن يتعامل مع المحيط حوله. ويتحول تفكيره ونشاطه الحركي إلى
الاستكشاف بشكل متزايد ويبدأ في تجريب الأشياء.
العلاقة مع الأشياء من حوله
بعد السنة الأولى يبدأ الطفل في استخدام
مختلف الأشياء الموجودة حوله. فعلى سبيل المثال سيقوم باستخدام الفرشاة
لتسريح شعره، والسماعة لكي يتحدث على الهاتف. الطفل في هذه المرحلة يعرف
الكثير ولكنه لن يكون قادرًا على استخدام معارفه ولا يستطيع توقع عواقبها
فهو يعرف على سبيل المثال أن الباب يفتح ويغلق ولكنه ليس في وضع يسمح له أن
يدرك أن اغلاق الباب يمكن أن يؤذي يده.
الكلام خلال 12-15 شهراً
تبدأ الكلمات المنطوقة الأولى في الظهور
نهاية السنة الأولى وبداية السنة الثانية. وبالطبع فإن كلام الطفل لا يزال
ناقصاً ومكون من كلمة واحدة ولكن لا يعني أنه لا يفهم كلام الكبار. وقد ثبت
أنه يفهم أكثر بكثير مما نعتقد. ويتضح ذلك من قدرته على الاستجابة لما
يسمع وتنفيذ التعليمات الشفوية من الكبار.
المشاعر والانفعالات العاطفية
يعيش الطفل في هذه الفترة من حياته تجربة
مجموعة متنوعة من المشاعر، من الأكثر إيجابية ولغاية الأكثر سلبية. ولكنها
قصيرة المدة، وحادة، ومتغيرة بسهولة كبيرة. ومن أكثر ميزات هذا العمر إثارة
للدهشة هو قدرة طفل العامين على ربط مشاعر محددة بأشخاص ومواقف وأشياء
محددة أيضاً. لهذه الأسباب فإن من الواضح أن سلوكنا وطريقة معالجتنا للموقف
تكتسب أهمية كبيرة فيما يتعلق بصورة العالم والحياة التي سيبنيها الطفل
تدريجيًا في مخيلته ونفسيته.
الألفة والأصدقاء خلال 12-15 شهراً
حب الذات لدى الطفل في هذا العمر، والشعور
بأنه مركز اهتمام المحيط الذي حوله يكون قوياً جدا، وتزداد قوته كلما تقدم
نحو عامه الثاني. ولهذا السبب فإنه في بداية هذه المرحلة لا يستطيع التعامل
مع اللعب الجماعي. بالطبع يستطيع أن يلعب بالقرب من أطفال آخرين، بل
ويستمتع بوجودهم، ولكنه لا يمكن أن يلعب معهم ألعاباً تتطلب التعاون،
والأرجح أنه سيحاول انتزاع الأشياء من أياديهم. فالتعاون كلمة مفقودة في
قاموس أطفال هذا العمر والمنافسة بينهم عالية. فحب التملك يكون مسيطراً
تماماً وحكمة الكبار وحدها هي الحل المتاح للحفاظ على الهدوء.
لا تقرأ وترحل .. شارك قول رأيك
0 تعليقات: