نمو الطفل من 3- 4 سنوات

شارك :

يتيح لنا هذا العمر الفرصة لمزيد من التطور في علاقتنا بالطفل، كأن نعلمه الانضباط الذاتي، ونساعده على احترام الذات والثقة بالنفس التي سيحتاجها طيلة حياته.

نمو الجسم للطفل من 3-4 سنوات


في الظروف الطبيعية يتخلص جسم الطفل في هذا العمر من دهون مرحلة الرضاعة، وستقوى عضلاته ويبدو جسمه أكثر نضجاً. كما سيضعف الجسم، ويقل بعد سن الـ 3 سنوات. وسنلاحظ نفس المظاهر في أطرافه. وفي العديد من الحالات ستكون الزيادة في طول الطفل أكبر بكثير من الزيادة في وزنه ونتيجة لذلك يبدو ضعيفاً للغاية. ولكن هذه الظاهرة أمر طبيعي جداً ولا ينبغي أن تثير فينا أي شعور بالقلق، طالما أنه يتغذى بشكل صحيح. كذلك سوف يتغير شكل الوجه. ومن الآن فصاعدًا سيزيد عرض الجمجمة قليلاً، بينما سيكون الفك السفلي أكثر وضوحاً ويبدأ الفك الأعلى في النمو، استعداداً لاستقبال الأسنان الدائمة.

الحركة


يمتلك الطفل الآن مهارات كبيرة، إذ يستطيع ركوب الدراجة، وصعود السلم والهبوط منه بسهولة، ويجلس في وضع القرفصاء، ويقف على أطراف أصابع قدميه، أو بساق واحدة، ويخطو بإيقاع، وأن يمشي بكعبه إلى الأمام والوراء والوقوف منتصباً على كتفيه، دون أن ينظر إلى أسفل، والإمساك بالكرة ورميها فوق كتفه، وغير ذلك من الأفعال. وستكون طريقة لعبه أكثر تحديداً بمعني أنه لن يدور هنا وهناك بدون هدف وسبب. كذلك سيكون بإمكانه أن يلعب بألعابه وحده ويكرس نفسه لها. ومع ذلك ستظل حركته قوية حتى بعد السنة الثالثة اذ أنه يستخدم جسده الآن للتعبير عما يراه أو يشعر به، ولكي يفهم كذلك مفاهيماً جديدة وكلمات غير مألوفة، بشكل أفضل. فمثلا إذا كنا نكلمه عن الطائرة فإنه سيبدأ في تقليد حركة الطائرة بيديه، وعلينا تشجيع هذه العملية لأنها مهمة جداً لنموه. ومن أكبر مكاسب الطفل في سن الثالثة، هو أنه يستطيع القيام بحركات في غاية الدقة باليدين والأصابع. إذ يمكنه الإمساك بقلم الرصاص كشخص بالغ، وينسخ رسم دائرة ومربع، وممارسة الرسم الحر دون تصويرات واضحة، وفك زرار ملابسه، وتناول الطعام وحده من دون إسقاطه ونقل السوائل من وعاء الى آخر.. إلخ

التفكير والمنطق


السؤال: لماذا؟ هو العلامة الممبزة للأطفال بمجرد وصولهم سن الثالثة. سنتلقى وابل من الأسئلة وبلا توقف. علينا في هذه الحالة أن نعطيه أكبر قدر ممكن من الإجابات المفصلة لأننا بهذه الطريقة نرضي فضوله الهائل، ونساعده على اكتساب المزيد من المعارف والتفكير الواضح. يستطيع الطفل في سن ثلاث سنوات أن يشير إلى بعض الألوان بشكل جيد، كما سيكون لديه تصور أكثر وضوحا بشأن الوقت، وادراك معنى الحساب، وربما يعرف بعض الأرقام، ويمكنه أن يلعب بخياله ويتذكر بعض أجزاء من القصص التي يسمعها. ومع ذلك سيكون من الجيد أن نضع في الاعتبار أن الطفل في سن الثالثة لا يمكن أن يستوعب ويفهم الجوانب المختلفة لقضية ما، أو أن ينظر للأمور من جانبين، وأن يتعامل بشكل جيد أو مرضي، عندما يواجه تحديات تعليمية أكثر تعقيدا.

النطق والتواصل


يبلغ عدد المفردات (القاموس) التي يعرفها الطفل في الثالثة من العمر أكثر من 300 كلمة، وبهذا القدر من الكلمات يستطيع تكوين جمل تتكون من خمسة إلى ستة كلمات؟ كما أنه يستطيع أن يقلد الأصوات التي نصدرها نحن الكبار عندما نتحدث، ويكثر من الكلام بدون توقف، ويمثل هذا عنصرًا أساسياً لتنمية المفردات لديه. ومساهمتنا في هذا الجانب كبيرة جدًا. فمثلاً نستطيع أن نذكر كلمات جديدة ونطلب منه أن يكررها، ونقدم وصفًا تفصيلياً للأشياء التي يسميها الطفل بنفسه، (وصف اللون على سبيل المثال، والحجم ورائحة زهرة..الخ)، وأن نطلب منه أن يقوم بنفس الشيء، وأن نستخدم الضمائر بشكل صحيح عندما نتحدث معه. من ناحية أخرى، لا يجب ان نشعر بالقلق إذا كان طفلك يستخدم حروفًا محل أخرى (تلب بدلا من كلب، و"سوف" بدلا من "شوف" العامية). يمكنك الاطلاع على مراحل النطق بالتفصيل في دليل نمو النطق.

العواطف


يسيطر الخيال على الأطفال في سن الثالثة حيث يعيشون في هذه المرحلة كل أنواع العواطف. إذ ينتحلون الأدوار بسهولة كبيرة، ويعطون الصفات الإنسانية إلى الكائنات الجامدة. كذلك فإن معظم الأطفال في الثالثة أو أكثر يخلقون أصدقاء "وهميون"، وهو أمر طبيعي تماماً وخلاق جداً. لهذا لا يجب أن نضلل أنفسنا بالإعتقاد أن الطفل يشعر بالوحدة أو لديه اضطراب عاطفي. الواقع والخيال كثيرا ما يختلطان في الحياة اليومية لطفل الثالثة إلى حد يمكن أن يشعر بالفزع من قصة وهمية. وهنا مساهمتنا كبيرة، فهو بحاجة إلى طمأنته لا إلى السخرية منه.

الألفة والحياة الاجتماعية


تبدأ الأنانية بالتراجع عندما يصل الطفل إلى سن الثالثة وهو ما يعني أنه بدأ يكون مستقلاً. وفي هذا الوقت بات بإمكانه أن يلعب بالتعاون مع غيره من الأطفال، ويشعر بتفضيل معين لبعض الناس، وسيخلق أولى علاقات الصداقة. وأخيرًا يكون مستعدًا لتقاسم ألعابه وتبدأ العدوانية التي أظهرها في المراحل السابقة من حياته بالتراجع والاختفاء ليحل محلها اللعب الهادىء، ولكن من دون أن يعني ذلك أن التوترات ستغيب تماماً خلال اللعب مع رفاقه. وفي هذا العمر تبدأ عملية الوعي الذاتي بالنوع (الجنس) ويعني هذا ان الأولاد سوف يظهرون الإصرار والعزيمة، وسوف يشعرون بالرضى عندما يلعبون مع أبطالهم الخارقين في حين تريد البنات طلاء أظافرهن وارتداء مجوهرات الأم.
شارك :

إنسانية نملة وطفلك

سنوات الطفل

نمو الطفل

نمو الطفل من 3- 4 سنوات

لا تقرأ وترحل .. شارك قول رأيك

0 تعليقات: