جسم الطفل من 2-3 سنوات
بشكل عام تقل الزيادة في حجم الجسم عندما
يكمل الطفل السنة الثانية من عمره. ولكن يزداد طول الجزء الأسفل من الجسم،
ويصبح قصر القدمين من حكايات الماضي. كذلك سوف يكتمل في هذه المرحلة نمو
جميع أسنانه الأولى مما يعني أن بامكانه الآن أن يأكل وبشكل مريح وآمن،
جميع الأطعمة تقريباً. ويبدأ جسده رويداً رويداً يكتسب الشكل والمظهر
النهائي للكبار، بل أن نمو حجم الدماغ يكون قد تجاوز نسبة الـ 75% من وزنه
النهائي.
الحركة
كافة التغييرات التي تحدث في هذه الفترة هي
نتيجة التمارين والتجارب والخبرات التي يقوم بها الطفل أكثر من كونها
تطوراً في النضج كما كان يحدث من قبل. وتحدث حركاته الآن بسهولة أكبر ولكن
الأهم أنها تحدث بفعالية وكفاءة أكبر بكثير. يحقق الطفل هنا التوازن
والتناسق، وتتميز حركاته بالدقة والثبات والراحة. ويستطيع أن يصعد ويهبط من
السلالم دون سند كي تتناوب أقدامه على الدرجات. ويستطيع أيضاً الجري بل
وإبطاء أو تسريع خطواته بإرادته بكل سهولة، ويلف حول الزوايا حتى ولو كانت
مفاجئة ويتوازن استناداً إلى ساق واحدة، ويمكن أيضًا أن يقف بشكل مفاجىء.
وتظهر القدرة على التحكم في الحركة في الرسم إذ أن الطفل في هذه المرحلة
قادر على استعادة بعض الأشكال من الذاكرة مثل رسم دائرة واحدة، أو رسم أي
شكل وإعطائه اسماً (عادة ينتج الاسم من التفكير السائد في ذهنه في تلك
اللحظة). وتتحسن قدراته في الخدمة الذاتية اذ يتناول الطعام وحده بقدر أكبر
من السهولة وعدد أقل من الحوادث، كما يمكنه أيضاً أن يلبس ملابسه ولو
جزئياً، ويستخدم المرحاض ويغسل أيديه وحده وغير ذلك من الحركات.
التفكير والخيال
هذه مرحلة النطق والخيال والتفكير الرمزي.
ان مفتاح نمو الطفل هو قدرته على استعادة الذاكرة، أي قدرة الطفل على تسجيل
الأحداث وإستعادتها متى ما أراد أو متى ما كان ذلك ضرورياً. يستخدم الطفل
في سن الثلاث سنوات، "لعبة الرمز" حيث يتخيل شيئاً ما، شيئاً آخر مثل ان
يعتبر فرشة التسريح قطاراً، او الكراسة بيتاً.. الخ. ومن صفات هذه المرحلة
هو ان الطفل يفهم ويدرك ويفسر كل شيء من حوله ولكن بشكل ذاتي تماماً. لكن
علينا ان ندرك ان هذه ليست أنانية، وانما عدم قدرة الطفل على فهم أن العالم
ليس شيئا واحداً، وهو ليس مركز الكون. إلا أن أكثر التغيرات المذهلة التي
تحدث خلال هذه الفترة هي ما يحدث في مجال الاتصال اللغوي والنطق. فالقدرة
على التعبير تتحسن، وتثرى المفردات، واستخدام القواعد النحوية يصبح واقعاً،
فالطفل عندما يكمل الثلاث سنوات يستطيع استخدام الضمائر، وطرح الأسئلة،
استخدام المفرد والجمع بطلاقة.
المشاعر والانفعالات العاطفية
أبرز ما يميز هذه الفترة في نمو الطفل
العاطفي هو ازدياد الشعور بـ "الأنا" وفي الوقت نفسه الميل لإظهار
الاستقلالية. إذ يظهر العناد، والإصرار، والعصيان، والسلبية، والمنافسة،
والغيرة، ورد الفعل المتفجر والحاد، والغضب، والخوف، غالبًا بدون مبرر، مما
يخلق مشاكلاً وتوتراً للوالدين.
الألفة والأصدقاء
إن مجموعات الأطفال الآخرين في نفس السن
يلعبون دورا كبيرا في حياة الطفل ذو الثلاث سنوات. وفي الواقع فان هذه
المجموعات تلعب دور التوازن بالنسبة إلى الأسرة. ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني
أن مجموعات الأطفال من نفس العمر والذين لديهم نفس الاحتياجات ويتلقون نفس
التأثيرات (رياض الأطفال، وحدائق أو ملاعب الأطفال أو حفلات الاطفال كأعياد
الميلاد..الخ) يخففون ويوازنون التصرفات الغريبة والصفات الفردية التي
يأتي بها الطفل من الأسرة. فالطفل المدلل على سبيل المثال سيتعلم المشاركة،
والانتظار لحين يأتي دوره، وأن لا ينفعل عندما لا يكون مركز الاهتمام.
وبالمقابل فإن الطفل الذي يعاني الإهمال سيجد التفهم، والرفقة، والقبول
والحب. وعليه فإن العلاقات بين الأطفال في هذه المرحلة تصبح علاقات شخصية
متداخلة ولأول مرة تبدأ تظهر بوضوح حالات الارتباط بالأطفال الآخرين.
لا تقرأ وترحل .. شارك قول رأيك
0 تعليقات: