الورْد في القرآن هو القَدر المُحدد الذي يقرأه الإنسان يوميًا من القُرآن، وهو يختلف من شخص لآخر لأنه من السُنن، ويُمكن الالتزام بقراءة ورد من القُرآن مهما كان قليلًا؛ فعن عائشة - رضي الله عنها-أنها قالت: سُئل النبي - صلى الله عليه وسلم - أيُّ الأعمال أحب إلى الله قال: «أدومها وإن قل. وقال: اكلفوا من الأعمال ما تطيقون» رواه البخاري.
وقد تضمنت السنة النبوية المطهرة أدلة كثيرة على مشروعية الورد القرآني، ومنها ما يأتي:
١) عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما-قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «اقرأ القرآن في شهر قلت: إني أجد قوة، حتى قال: فاقرأه في سبع، ولا تزد على ذلك».
2) عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « من نام عن حزبه، أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر، كتب له كأنما قرأه من الليل».
٣) عن أوس بن حذيفة الثقفي - رضي الله عنه - قال: قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وفد ثقيف، فكان يأتينا كل ليلة بعد العشاء، فيحدثنا قائما على رجليه حتى يراوح بين رجليه، وأكثر ما يحدثنا ما لقي من قومه من قريش، فلما كان ذات ليلة أبطأ عن الوقت الذي كان يأتينا فيه، فقلت: يا رسول الله، لقد أبطأت علينا الليلة، قال: «إنه طرأ على حزبي من القرآن، فكرهت أن أخرج حتى أتمه» قال أوس: فسألت أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: ثلاث، وخمس، وسبع، وتسع، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصل.
وقد تضمنت السنة النبوية المطهرة أدلة كثيرة على مشروعية الورد القرآني، ومنها ما يأتي:
١) عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما-قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «اقرأ القرآن في شهر قلت: إني أجد قوة، حتى قال: فاقرأه في سبع، ولا تزد على ذلك».
2) عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « من نام عن حزبه، أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر، كتب له كأنما قرأه من الليل».
٣) عن أوس بن حذيفة الثقفي - رضي الله عنه - قال: قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وفد ثقيف، فكان يأتينا كل ليلة بعد العشاء، فيحدثنا قائما على رجليه حتى يراوح بين رجليه، وأكثر ما يحدثنا ما لقي من قومه من قريش، فلما كان ذات ليلة أبطأ عن الوقت الذي كان يأتينا فيه، فقلت: يا رسول الله، لقد أبطأت علينا الليلة، قال: «إنه طرأ على حزبي من القرآن، فكرهت أن أخرج حتى أتمه» قال أوس: فسألت أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: ثلاث، وخمس، وسبع، وتسع، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصل.
حكمة الوِرْد القرآني
وتتجلى حكمة مشروعية الورد القرآني في تحقيقه لهدي الرسول - صلى الله عليه وسلم - في المداومة على العمل الصالح، وفيه تأسٍ بالسلف الصالح في حرصهم على ذلك، فضلا عن الالتزام بالأمر النبوي بتعاهد القرآن الكريم حتى لا يتفلت من الإنسان ما حفظه، فعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «تعاهدوا هذا القرآن، فو الذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها». وعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما-قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت».
والمراد بالصاحب: الذي ألفه. قال عياض: «المؤالفة: المصاحبة»، أي ألف تلاوته، وهو أعم من أن يألفها نظرا من المصحف أو عن ظهر قلب؛ فإن الذي يداوم على ذلك يذل له لسانه ويسهل عليه قراءته، فإذا هجره ثقلت عليه القراءة، وشقت عليه.
شبه - صلى الله عليه وسلم - درس القرآن واستمرار تلاوته بربط البعير الذي يخشى منه الشراد؛ فمتى كان التعاهد موجودا فالحفظ موجود، كما أن البعير ما دام مشدودا بالعقال فهو محفوظ، وخص الإبل بالذكر؛ لأنها أشد الحيوان الإنسي نفورا، وفي تحصيلها بعد استمكان نفورها صعوبة.
ومن حكم مشروعية الورد القرآني أن صاحبه يحظى بالفضل المترتب على قراءة ورده، وهو الفضل الذي دلت عليه نصوص قرآنية ونبوية، ومن هذه النصوص ما يأتي:
- قوله - تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ} (فاطر:29).
- عن عائشة - رضي الله عنها-قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران».
- عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف».
- عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم-يقول: «اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه».
مقدار الورد القرآني
- استحب ابن قدامة المقدسي أن يقرأ القرآن الكريم كاملا في كل سبعة أيام، ليكون له ختمة في كل أسبوع، وإن قرأه في ثلاث فحسن.
- والسبع أولى عند ابن تيمية، ولهذا قال: «لم يُعلم من الصحابة - رضي الله عنهم-على عهده - صلى الله عليه وسلم - من دوام على ذلك؛ أعني على قراءته دائما فيما دون السبع؛ ولهذا كان الإمام أحمد - رحمه الله-يقرؤه في كل سبع».
وعن القاسم بن عبدالرحمن قال: «كان عثمان - رضي الله عنه - يفتتح ليلة الجمعة بالبقرة إلى المائدة، وبالأنعام إلى هود، وبيوسف إلى مريم، وبطه إلى طسم موسى وفرعون، وبالعنكبوت إلى ص، وبتنزيل إلى الرحمن، ثم يختم فيفتح ليلة الجمعة، ويختم ليلة الخميس.
وعن شعبة عن محمد بن ذكوان رجل من أهل الكوفة قال سمعت عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود يقول كان عبد الله بن مسعود يقرأ القرآن في غير رمضان من الجمعة إلى الجمعة وفي رمضان في ثلاث. (باب سيره تميم الداني - رضي الله عنه ).
- وترخص جماعات من السلف في ختمه في أقل من ثلاثة أيام، ومنهم أمير المؤمنين عثمان بن عفان - رضي الله عنه .
- وكره جماعة من المتقدمين الختم في يوم وليلة.
قال ابن كثير: «وقدكره غير واحد من السلف قراءة القرآن في أقل من ثلاث، كما هو مذهب أبي عبيد وإسحاق بن راهويه، وغيرهما من السلف... وفي المسند عن عبد الرحمن بن شبل مرفوعا: اقرؤوا القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به. فقوله: لا تغلو فيه أي: لا تبالغوا في تلاوته بسرعة في أقصر مدة، فإن ذلك ينافي التدبر غالبا، ولهذا قابله بقوله: ولا تجفوا عنه أي: لا تتركوا تلاوته». فالجفاء عنه التقصير، والغلو التعمق فيه، وكلاهما شنيع، وقد أمر الله بالتوسط في الأمور.
وسبب كراهة السلف لذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد صرح في حديث سابق بأنه لا يفقه القرآن من قرأه في أقل من ثلاث ليال، وعن عائشة - رضي الله عنها-قالت: ولا أعلم نبي الله - صلى الله عليه وسلم-قرأ القرآن كله في ليلة. ومعاذ بن جبل - رضي الله عنه - وهو من الذين جمعوا القرآن في حياته - صلى الله عليه وسلم - كره أن يُقرأ القرآن الكريم في أقل من ثلاث، كما قال أبو العالية، وقد ذكره ابن كثير وصححه.
ورووا عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: «من قرأ القرآن في أقل من ثلاث؛ فهو راجز». وإنما سماه راجزا؛ لأن الرجز أخف على لسان المنشد، واللسان به أسرع من القصيد، قال أبو إسحق: إنما سمي الرجز رجزا؛ لأنه تتوالى فيه في أوله حركة وسكون ثم حركة وسكون إلى أن تنتهي أجزاؤه، يشبه بالرجز في رجل الناقة ورعدتها، وهو أن تتحرك وتسكن، ثم تتحرك وتسكن، وقيل: سمي بذلك لاضطراب أجزائه وتقاربها، وقيل: لأنه صدور بلا أعحاز.
ولم يجوز ابن حزم قراءة أكثر من ثلث القرآن في يوم وليلة، وقال: «فإن قيل: قد كان عثمان يختم القرآن في ليلة، قلنا: قد كره ذلك ابن مسعود، وقال - تعالى-:{فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} (النساء:59)، وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما ذكرنا. فإن ذكروا حديثا رويناه عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - كيف أقرأ القرآن؟ قال: «اقرأه في يوم وليلة، لا تزد على ذلك»، قلنا: إن رواية عطاء لهذا الخبر مضطربة معلولة، وعطاء قد اختلط بآخر، وقد روينا هذا الخبر نفسه من طريق حماد بن سلمة عن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: «اقرأ القرآن في شهر»، قال: فناقصني وناقصته. قال عطاء: فاختلفنا عن أبي، فقال بعضنا: سبعة أيام، وقال بعضنا: خمسة. فعطاء يعرف باختلافهم على أبيه وأنه لم يحقق ماقال.
لا تقرأ وترحل .. شارك قول رأيك
0 تعليقات: