«دعوات المرضى وفرحتهم بعد الشفاء كنزٌ كبير لنا»، تلك الكلمات لخص بها الطبيب محمد شعراوي تجربته داخل عزل كورونا؛ فطوال ساعات عمله في مواجهة حامية مع فيروس كورونا المستجد؛ حيث سيتعامل مع مُصابي الوباء العالمي، سيكون مسئولاً عن الحالات الأكثر خطورة.
وشرح الشعراوي تفاصيل تجربته داخل العزل منذ اختياره، بقوله إنه تلقى مكالمة هاتفية مدتها دقائق معدودة، تلقاها أخصائي الرعاية المركزة بمستشفى كفر الشيخ الجامعي، خريج كلية الطب جامعة الإسكندرية عام 2014، خلال وجوده في عمله يخبره أحد زملائه أنه وقع عليه الاختيار للانضمام لفريق العمل الذي سيتوجه للمستشفى بعد ساعات قليلة؛ فلم يتردد لحظة في الموافقة: «جالي مكالمة وأنا في الشغل بلغوني إني هروح بلطيم بعد ساعات، ولازم أجهز نفسي، مقدرتش أرفض النداء، اعتبرته وكأنه استدعاء في الجيش، أنا التحقت بالقوات المسلحة وعارف يعني إيه نداء الوطن، وافقت وبدأت أجهز نفسي علشان أتوجه مع زملائي للمستشفى».
مهمة صعبة
مهمة صعبة يجب أن يُنجزها صاحب الـ 29 عاماً في أقل من 12 ساعة، وهي إقناع أسرته ورؤية خطيبته؛ حيث لم يرهم منذ أسبوع لانشغاله بعمله، «كان ضروري أشوف أهلي وخطيبتي، كانوا قلقانين جداً، بس دعموني في قراري ودعولي وقالولي أنت بطل وهتكون قد المسئولية».
شعور بالخوف انتاب الطبيب الشاب لدى وصوله مع زملائه لأول مستشفى عزل، وزاد حينما أخبروه أن نحو 20 مُصاباً يقتربون من الوصول للمستشفى، وهو الفوج الأول من المصابين من محافظتي الإسكندرية ودمياط: «كان أصعب موقف إننا كنا لسه واصلين المستشفى ومقدرناش نرتاح الأول، أبلغونا إن فيه 20 حالة مرة واحدة داخلين على المستشفى خلال ساعة، كنا مرتبكين لأنها أول تجربة، بدأنا نرتدي الملابس الواقية سريعاً، وكل واحد فينا عرف مهامه، تمالكنا أنفسنا وبدأنا نشتغل، لكن نظرات المرضى كانت صعبة، محتاجين اللي يطمنهم ودا كان دورنا الأول».
يروي شعراوي تجربته مع التعامل مع مُصابي كورونا؛ قائلاً: «تغيير جذري، أنت مسئول عن أرواح ناس حالتها حرجة، وشعورها بالبعد عن ذويها كان مرعب، ناس سابت أسرها في محافظات تانية وجاية مكان مش بإرادتها، كانوا حاسين بالوحدة لكن حاولنا نهديهم ونطمنهم؛ لأن دا جزء كبير من رحلة العلاج، كنا بنديهم الأمل في الشفاء وهما كانوا بيدعمونا بدعواتهم، وأصعب المواقف اللي كانت بتمر علينا كطاقم طبي، هو وفاة حالات بين إيدينا، كنا نشعر أنهم أهالينا، بنستعد كلنا لصلاة الجنازة عليهم، وأحياناً كنا نبكي، بس كان عندنا أمل كبير في الشفاء».
ويتحدث عن أفضل موقف شهده بالعزل بقوله: «لما تعافى 3 حالات، وقتها كنا فرحانين ومتسلحين بدعوات المرضى، شعور جميل إنك قدرت تنقذ أرواح، بتمنى الوباء دا ينتهي ومصر ترجع أفضل بكتير».
لا تقرأ وترحل .. شارك قول رأيك
0 تعليقات: